لا يخفى عليكم الاحداث التي تحدث في غزة ..من قتل وتشريد وإنقطاع للكهرباء والماء
ولا يخفى عليكم السكوت العربي لهذه الأحداث .....ولكن نحن لا يجب أن نسكت
يجب ان نشارك ولو بأقل شيء .....
وأنا الآن أهدي هذه القصيدة لطفلة ....طفلة فقدت أباها
فقدت أباها أثناء حصار غزة
أهديها إليها ...لعلها تخفف عنها مأساتها
***********
روحت أزوره يوما ...ولم ادري بخبر إستشهاده
..........
كنت امشي هناك مثقلا .....أجر خطوي في وصب
لكن قلبي في إشتياق ......كي يرى صديقه بعد الغياب
وهش قلبي ضاحكا....لما رأيت طفلته بالباب
*****
حين رأتني أسرعت خطوها
كالظبية الحسناء كالمها
تنظر لي بريبة وخشية تسأل عني أمها
ماذا يريد ذالك الغريب
هل يريد التحقيق خالها او عمها
وهل لدي بندقية مثل الذي صوبوا لنحرها
وهل سأطلق الرصاص إن لقيت صهرها
أو اكسر الأثاث والزجاج إن رجعت خالي اليدين مكرها
*********
لا تفرقي صيرتي فإنني ما جئت إلا سائلا عن صحبة الأصحاب
أين ابوك يا صغيرتي قولي له عبدالرحمن بالباب
لا تفرقي صغيرتي فإنني أحني عليك من مدامع السحاب
أحني عليك من بشائر الربيع إذ تزف عودة الحياة للتراب
*******
من انت ايها الغريب ...ماذا تبتغي سوى الشجن
لا خير أن تبقى هنا..إرحل فإن الضيف مؤتمن
المخبرون حول بيتنا معسكرون كالموت كالطاعون كالعفن
حلت بنا بأرضنا جحافل القرامطة
تجوس في الديار كالجراد كالسيول الهابطة
كان ابي يوما هنا ...لكنه قد راح من زمن
راح مع المغول حين جائت لمغول بالمحن
وحينما عاد لنا كانت عليه خرقة بيضاء
ويومها.......
عرفت ما هو الكفن
وإن امي منذ ذاك اليوم في حزن
تسائل النجوم عن أبي وتسأل الزمن
لكنها تقول لي لا تجزعي بنيتي ...إن اباك في نعيم
ما مات يا بنيتي أبوك إنما
تطل روحه هناك من خلف الغيوم
*********
أمي تقول إن والدي هناك عند الرابية
حيث زهور الأقحوان تملأ المكان كالعيون الحانية
وكم ذهبت في اليالي أزوره ...ألقي على دياره السلام
ولكنه ما رد لي يوما سلاما
إن كان والدي هناك يا غلهي كيف لا يرد لي سلام
وقد عهدته يهش لي ...يقول لي
بأن أجمل الزمان عنده حينما يرى على شفاهي الإبتسام
ساورني شك عظيم....
لكن قلبي قال لي ..أتسمعينه إذ يقرأ القرآن
بلى بلى!!.... والله هذا صوته فإنه يرتل القرآن
ما زلت ألتقي بثغره في قبلة الصباح
أزوره في كل صباح وأسمع القرآن حين يقرأ القرآن
******
إن أبي في نعيم
أمي تقول إنه يحيط بالأزهار بيتنا الجديد
ويزرع الحقول حتى تحفل الحقول بالحصيد
وروحه هناك من خلف الغيوم
تقول للجرا لن تدوم
*******
وهنا ...تنتهي قصة
قصة من خلف الغيوم
أقول في مطلعها.....
الظلـــــــــــــــــــم لـــــــــــــن يــــــــــــدوم