الخميس، نوفمبر 15، 2007

مرة واحدة بس...نكرر.. مرة واحدة بس............

مرة واحدة لا تكفي



عام 2006



كعادة كل الأطفال كانت سارة تمتاز بالبراءة....



تقول سارة:"كثر لحظات أكرهها في حياتي هي لحظات الاستحمام....أمي لا تدخر جهدا لتنظيف جسدي وكان هذا سيحافظ على النظافة فترة أطول....لا داعي للحديث عن "الليفة"الخشنة وعن الصابون الذي كان يملأ عيني...



أنتم جميعا تعلمون هذه الأشياء.....



مشكلة البنات الأكبر_التي لا يواجهها الأولاد لحسن حظهم- هي تصفيف الشعر قبل الذهاب إلى المدرسة...الماء البارد...والمشط الذي ينزع الشعراكثما يصففه
عندنا معلمة تتسلى بجذب الفتيات من شعورهن عندما يكون غير مصفف


شيىء يشبه الإمساك بأرنب من أذنيه أو دجاجة من عنقها....



جدير بالذكر أن طريقة غسل الشعر المصرية تشبه طريقة تعذيب شهيرة....عندما يغمر المعذب وجه ضحيته في الماء لكي يعترف....
"ماما...ماما..الماء بارد"



تقولها سارة لأمها التي لا تنصت لها وهي مستمرة في مهمتها ....



"آه..آه...الصابون يحرق عيني"



وبالطبع لارد سوى المزيد من الماء...



تقول سارة وقد هيج الصابون أنفها وملأ فمها.



"يارب تنقطع المياه...يارب تنقطع للأبد وأستريح من هذا"



****



عام 2007



كعادة كل الأمهات كانت أم سارة باسلة...



تقول أم سارة:الأطفال عفاريت وبالذات سارة...تعود من المدرسة وكأنها كانت في معركة...ملابس متسخة..وشعر منكوش....كم أتمنى أن يتم إلغاء الفسحةفهي السبب في كل هذا ..وأنا كالعادة علي إصلاح كل هذا...والحل بطريقة واحدة



الإستحمااااااااااام



"أنت هكذا كل يوم،نفس الشقاوة،دائما متسخة"تصرخ أم سارة فيهاوتكمل وهي تفتح الصنبور "أنت تريدين قتلي على ما يبدو"



"أفففف...والمياه مقطوعةمرة أخرى"



ثم تلتفت إلى سارة محذرة"إياكي أن تلمسي شيىء قبل أن تستحمي...هل تفهمين؟



وكل هذا وسارة تنظر في الأرض وإن كانت لا تبالي


****


كعادة كل الاباء ،كان أبو سارة يتظاهر بالنوم أطول فترة ممكنة من اليوم...


يقول أبو سارة:الزوجات لا تنتهي مطالبهن أبدا....ثلاثة أفعال فقط تحفظها النساء


(أحضر،اشتر،لا تنس)
لا توجد جملة تحتوي على أفعال مثل
(تفضل أو خذ أو إرتاح)
إلا تفضل شهادة بنتك
أو متى أموت وأرتاح


..منصور نريد ماتور لرفع المياه"تقولها وهي منهمكة في عمل ما
بينما يتظاهر أخونا منصور بعدم السماع ...



"إمممممممممم" تكرر قائلة:منصور ألا تسمعني



وبالطبع يستمر فيما يفعل "منصور"



يرد مجبرا "نعم يا حبيبتي"



فتقول بلهجة آمرة "متور..متوورمياه"



يقول ولماذا؟ ترد موبخة يبدو أنك لا تعيش معنا...المياه إما ضعيفة أو مقطوعة تماما لم يعد هذا ينفع



يسحب الجريدة ويدفن وجهه فيها ويقول



"أمرك"



******




كعادة كل رؤساء التحرير كان عادل يفعل ما يؤمر به...


يقول عادل :دائما هناك تدخل ما...أذكر عدد الأخبار الذي مر دون تعديل،حوالي خمسة في عشر سنين ولكن لا بأس...ما دام هناك ما يكفي من المال فلا بأس

..كانت مشاكل المياه على أشدها هذه الايام...الكثير من الصحف كتبت ولكن نحن لم نر في الأمر شيئا بحق..حالات فردية كما يقولون، منذ أيام جاء هذا الزائر..زائر من جهة عليا

"نريدك أنشر هذا الخبر"

يقولها الزائر ويناوله ورقة

يلتقطها منه ويقول:وما هذا الخبر؟

يرد عليه:"تكذيب بسيط للشائعات التي تملأ البلد..فقط نخبر الناس أن المياه ليست مقطوعة

يتسائل عادل "وهل يحتاج إلى نشر؟..يكفي فقط أن تفتح الصنبور"

يقول الزائر:سيدي ..الشائعات بدأت فعلا تؤثر فعلا على قوة ضغط المياه...أنت تعلم قوة الشائعات هذه الأيام"

ثم يضيف:لا تنس أننا نحبك ...لا تجعل هذه الفكرة تتغير"

يرد عادل بسرعة "حسنا ..غدا سيكون في مكان مميز في الجريدة"

*****

كعادة موظفي الحكومة كان حسين يقرأ صفحات الجرائد الملوثة بالفول ...

يقول حسين:بالطبع أنا لست أبلها لأشتري جريدة يوميا بجنيه كامل ...وكم جنيه يحتوي المرتب لأفعل ..أنا أدمج الإفطار مع الجريدة في شروة واحدة

.صحيح أن الشطيرة تكون ملوثة بالحبر والجريدة تكون ملوثة بالفول ولكن لا

بأس..وأوضح إن الخبر الذي أقرأه يعتمد على الحظ ...يوم صفحة الرياضة ويوم الإقتصاد ويوم السياسة والأيام المشئومة تكون الحوادث أو الوفيات ...

"تخيل يا منصور.....المياه لا تنقطع كما كنا نتصور!!!"

يقولها حسين لزميله منصور الذي يرد وهو يغالب النعاس "لا تنقطع !!..كيف؟؟!

يرد حسين:أنا لم أر شيىء من عندي ..هذا مكتوب في الجريدة

يسأل منصور :لماذا إذا لا تنزل المياه عندما أفتح الصنبور؟

يرد حسين:يقول الخبر أن المياه تنزل ولكن ما يعاني منه المواطنون هو تهيؤات

يقول منصور وهو يتوسد ذراعيه وينام:"تهيؤااا..خخخخخخخخخخ"

******

عام 2009

كعادة موظفي الجهات العليا كان ياسر يبدو غامضا...

يقول ياسر "دائما هناك مشكلة وغالبا إسرائيل هي السبب..هذه هي القاعدة التي خرجت بها من هنا..

كانت الشائعات تملأ البلد منذ عام تقريبا ..لا توجد مياه.....لكن ..والحق يقال _أنا لم أفتح الصنبور إلا وتدفق منه الماء على أكمل وجه_إنها كما قلت_شائعات ،؟والدليل على أن المياه لا تنقطع إلا في الريف لأن الفلاحين البسطاء صدقوا ...ولهذا السبب ذهبت بأوامر عليا إلى إحدى الصحف لأنشر تكذيبا لهذه الشائعات،نجحت فعلا وبدأت المياه تنقطع"

"نريد أن ننشر هذا الخبر"

يقولها أحد القادة ويناوله ورقة فيرد عليه ياسر وهو يأكل السطور بعينيه:أمرك يا فندم غدا تجده في الصحف

"لا..الصحف وحدها لا تكفي ..لابد من بثه بعد المسلسل في التلفاز "

يرفع ياسر يده بالتحية العسكرية ويقول وهو يغادر المكان:أمرك يا فندم، غدا سيكون الخبر الأول في النشرة التاسعة

ويتوقف لحظة متسائلا :ولكن هل جذبة مرة واحدة تكفي؟؟؟

******

كعادة أجهزة التلفاز كان هذا الجهاز مشوش الصورة

ينبعث صوت من سماعات الجهاز يقول:......وعلى جميع المواطنين الإتحاد والوقوف أمام هذه الشائعات الخاصة بإنقطاع المياه في بض مناطق الجمهورية ....كما تهيب الحكومة بالمواطنين بالتوقف عن بعض العادات السيئة مثل"شرب المياه بكثرة ،والإستحمام المتكرر،كما تشير أنه لا يجب إستخدام (السيفون)سوى مرة واحدة في اليوم لكل أسرة ..نكرر ....إستخدام السيفون مرة واحدة فقط

*****

عام 2020

كعادة كل المهربين كان صفوت متشككا ..يقول صفوت:"بإختصار الحكومة أتاحت لنا تجارة جديدة ..

"هل عندك ماء"

يقول شخص ما هامسا في أذن صفوت الذي يرد

"....أعوذ بالله ...نحن لا نتعامل في هذه الأشياء يا بيه"

يقول الشخص متوسلا :"أنا من طرف محروس الضبع"

ينظر له صفوت بشك ويقول:كم تريد؟؟

يقول الشخص :خمس سنتيمترات

يقول صفوت وهو يتناول محقنا :أعطني ذراعك

يمد الشخص ذراعه مستسلما لصفوت الذي يحقن السائل في أوردته....

**&**

نكرر ..إستخدام (السيفون) مرة واحدة فقط...



هناك 3 تعليقات:

دكتور حر يقول...

سلاماتي لعبد الرحمن
اسلوبك في الحكاء رائع وجميل

بس الحمد لله انك مكملتش بعد 2020 لأنه كان هيجيلنا جفاف من القراءه ومن المياه

لكن في انتظار الجديد ان شاء الله
***********
على فكره كان في دكتور عسل قوي من المنصوره بيمتحنا في طب من كام سنه اسمه د عبد الرحمن ياسين برضه

عبدالرحمن الشافعي يقول...

عن نفسي مش ناوي أكمل لا يجيلي أنا جفاف ..............
وبإذن الله هدعيلكم علشان ما يجلكوش جفاف زيي ...........
شكرا على التعليق

عمر أفندى و أبووه يقول...


انا و انتى القدر جمعنا على غير ميعاد فى المكان ده و باللون الاحمر اللى بيعبر عن مكنون حبى و هكذا من الكلام اللى
بيثبتوا بيه البنات...

خلينا مع الصور اللى كشفته و و هو لا يعلم ان هناك كاميرا تراقبه و تراقب تصرفاته

تابع
قصة حبعمر افندى على موقعه

www.omarafandy.com